اكليل الورد عضو سوبر
الاوسمة : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1363 نقاط : 4436 مشكور : 560 تاريخ التسجيل : 08/02/2010 الموقع : comcenter
| موضوع: التوحد وحقيقتة الإثنين فبراير 15, 2010 12:38 pm | |
|
من الجدير بالذكر أن التوحد مازال مرضاً يكتنفه الكثير من الغموض. وخاصة فيما يتعلق بأسبابه. تم اختيار التقرير من الموقع الالكتروني أعلاه لأن به وصفا جيدا جدا لحقيقة ما يحدث داخل جسم الطفل المصاب بالتوحد. كما أن التقرير يقترح نظرية توضح أسباب الإصابة بهذا المرض الغامض. لكن، يبقى الأمر مجرد نظرية تحتمل الصواب أوالخطأ.
الترجمة لهذا التقرير ليست ترجمة حرفية. ذلك أن التقرير به بعض التفاصيل العلمية التي لا داعي لذكرها هنا. ويمكن لمن يرغب في معرفة المزيد الاطلاع على التقرير كاملا. كما أن بعض النقاط في التقرير احتاجت لمزيد من التوضيح أثناء الترجمة. لذلك نرجو الأخذ بالاعتبار أن الترجمة التالية هي ترجمة بتصرف. عنوان التقرير المترجم: متوالية التوحد. وهو يجيب عن عدد من الأسئلة التي تجول بخاطر العديد منا: 1- ماذا يحدث حقيقة في أجسام المصابين بالتوحد؟ 2- لماذا يصاب طفل دون آخر بالتوحد؟ 3- هل حقا التطعيمات هي سبب الإصابة بالتوحد؟ 4- ما هي أسباب تزايد الإصابة بهذا المرض المعقد في السنوات الأخيرة؟ 5- هل يمكن علاج التوحد والشفاء منه تماما؟ 6- إذا كانت إجابة السؤال السابق نعم، فلماذا يبدو علاج التوحد أمراً معقداً للغاية بل وصعب الحدوث؟
ترجمة: ريم أحمد - مراجعة علمية: الدكتورة أم عادل - مراجعة الترجمة: أزميرالدا
متوالية التوحد
تعريف التوحد: التوحد مرض متوالي التأثير. يصاب به الأطفال الذين لديهم قابلية للإصابة بهذا المرض، والذي تبدأ الإصابة به عند حدوث مثير ما. فيما يلي نموذج وصفي لمرض التوحد ومسبباته وكذلك أسس طريقة العلاج.
المقدمة: يعرض هذا التقرير وصفا لمرض التوحد كحالة عصبية. النموذج المعروض للمرض هو نموذج متعدد الجراثيم. مما يعني وجود مجتمع من الجراثيم التي تسيطر على جسم المصاب بالتوحد معرضة جهازه المناعي لوضع مضطرب وغير قادر على التخلص من كافة الإصابات الجرثومية. تقوم تلك الجراثيم بتوليد سموم عصبية، كجزء من نتائج العمليات الحيوية الضرورية لحياتها، بحيث تفوق كمية تلك السموم قدرة الجسم على التخلص منها. ومع تراكم تلك السموم العصبية يبدأ تأثيرها السيء بالامتداد إلى المراكز العصبية، بما فيها الدماغ، مما يؤدي إلى اضطراب الإدراك والسلوك لدى الشخص المصاب. ما يحدث إذن هو أن المصاب بالتوحد يبقى في حالة مزمنة من الإصابات الجرثومية، وسوء تغذية الخلايا، وتزايد كبير في السموم العصبية، ما يبقي جسم المصاب في وضع معقد وغير قادر على تفعيل جهاز مناعته أو تصريف السموم لاستعادة وظائفه الإدراكية.
الأذى الحاصل يصيب عدة أجهزة في الجسم: التوحد مرض صعب العلاج لأن الأذى الحاصل به تشترك فيه مجموعة من أجهزة الجسم وأنظمته الحيوية: - جهاز المناعة: بما عليه من عبء بسبب وجود الإصابات الجرثومية المتعددة. - الجهاز الهضمي: حيث يوجد لدى المصابين بالتوحد اضطراب في كل مرحلة من مراحل الهضم، مما يؤدي إلى مشكلتي سوء التغذية وتسريب الأمعاء لبعض السموم إلى مجرى الدم مما يُجهد جهاز المناعة أكثر. - نظام التعافي في الجسم: يعتمد تعافي الجسم بشدة على التغذية السليمة. - الجهاز العصبي: الذي من المفترض أن يسيطر على كافة العمليات في الجسم. ولما كانت عمليات الجسم لا تتم بصورة صحيحة بسبب الأذى الحاصل في العديد من أجهزته، يقع الجهاز العصبي تحت تحدي كبير في قضية إصدار الأوامر والتحكم. - نظام تصريف السموم: وما عليه من عبء كبير يفوق قدرته على التحمل.
التحدي القائم في علاج التوحد: كون العديد من أجهزة الجسم مشتركة في الأذى والاضطراب الحاصل في مرض التوحد، ذلك يجعل العلاج يشكّل تحدياً صعباً للغاية.
بعض الملاحظات الهامة المتعلقة بالعلاج: - التدخل العلاجي الفردي، أي الذي يستهدف مشكلة واحدة في آن واحد نادرا ما يكون مفيدا. لأن هذه الطريقة تحاول علاج القليل جدا مما يجب علاجه. - التلف الحاصل يكون معقدا جدا لأن أجهزة جسم الإنسان تعتمد في عملها على بعضها البعض. أي أنها لا يمكن أن تعمل بصورة مستقلة. - يجب إصلاح أغلب أجهزة وأنظمة الجسم في آن واحد بهدف تحقيق علاج متكامل يصل بالمصاب إلى الشفاء الكامل.
متوالية التوحد: المتوالية هي مجموعة من الأحداث التي تؤدي إلى كارثة. متوالية التوحد لها شقين: الشق الأول: قابلية الإصابة بالتوحد. وهي مجموعة من الحالات المسبقة في الجسم والتي تمكّن من حدوث مجموعة من الحوادث. الشق الثاني: المثير. وهو العامل الذي يتسبب في بدء حدوث الكارثة، أي مرض التوحد. متوالية التوحد يمكن تشبيهها بلعبة قطع الدومينو التي ما إن أُسقطت أول قطعة منها، حتى تتداعى وراءها كل القطع الأخرى. ففي لعبة الدومينو تكون هناك مجموعة من قطع الدومينو مرتبة في وضع معين، أي أن هناك وضع قابل للإنهيار. ثم يقوم اللاعب بدفع القطعة الأولى للسقوط (المثير) وبهذا الشكل تكون قد بدأت الكارثة في الحدوث. فلولا أن هناك قطع موضوعة في ترتيب معين أصلا لما استطاع اللاعب إحداث كارثة سقوط القطع جميعا. وفي التوحد، لولا أن هناك قابلية لجسم شخص ما للإصابة بالتوحد، لما استطاع المثير (الذي قد يكون أحد التطعيمات) إحداث كارثة الإصابة بالتوحد.
وحتى نناقش قابلية جسم شخص ما للإصابة بالتوحد، علينا أن نفهم مصطلحاً علمياً قديماً هو معامل تحمل زيتا.
معامل تحمل زيتا: يُعرّف العلماء معامل تحمل زيتا على أنه الميل لدى جزيئات السوائل للتراكم والتكتل على بعضها. دم الإنسان، كما نعرف جميعا، عبارة عن سائل (البلازما) ويحتوي على الكثير من الجزيئات التي تسبح فيه (كريات الدم الحمراء – كريات الدم البيضاء – الصفائح الدموية.......). وباعتبار كون الدم سائل، فله أيضا معامل تحمل زيتا. أي أن جزيئاته المختلفة لها ميل للتكتل على بعضها تحت ظروف معينة. إلا أن الشخص ذو الجسم السليم يجب ألا تكون جزئيات دمه متكلتة. ذلك أن تكتل كريات الدم الحمراء مثلا لا يمكّنها من الوصول إلى نهايات الشعيرات الدموية الضيقة جدا وذلك بغرض إيصال الأكسجين والغذاء وإنجاز بقية التبادلات الهامة على مستوى الخلية. وكلما كان التكتل في الدم عاليا كان معامل تحمل زيتا منخفضا. أو بالمفهوم نفسه، يجب أن يكون معامل تحمل زيتا في الدم مرتفعا حتى يبقى الجسم معافا. لكن ما علاقة معامل تحمل زيتا بمرض التوحد؟ المفهوم العلمي لمعامل تحمل زيتا يفسر لنا قابلية بعض الأشخاص دون غيرهم للإصابة بالتوحد. حيث تعتبر قابلية الإصابة بالتوحد المرحلة الأولى من المرض.
مراحل الإصابة بالتوحد: المرحلة الأولى: قابلية الإصابة بالتوحد. عندما يكون معامل تحمل زيتا منخفضا عند شخص ما، أي أن هناك ميلا كبيرا لدى جزيئات دمه للتكتل، فإنه يكون أكثر قابلية للإصابة بالتوحد. معامل تحمل زيتا يتأثر سلبا (أي أنه ينخفض) بسبب العديد من المثيرات البيئية المحيطة بنا: - الإصابات الجرثومية: فعند وجود جراثيم في جسم شخص ما، تقوم تلك الجراثيم، كجزء طبيعي من حياتها، بانتاج مواد سامة. هذه المواد تخفض من معامل تحمل زيتا. - عناصر تدخل الجسم عبر الغذاء: مثل الألمنيوم أو المواد المصنعة التي تدخل في صناعة الكثير من الأطعمة مسبقة التحضير (المعلبة والجاهزة). مثل هذه العناصر تخفض كثيرا من معامل تحمل زيتا. - الإجهاد: سواء كان ذلك إجهادا نفسيا أو غير ذلك. - تأثيرات مصادر الطاقة: مثل الموجات الالكترومغناطيسية المستخدمة في عالم الاتصالات اللاسلكية. والتي كثُرت بدرجة كبيرة للغاية في السنوات الأخيرة.
نفهم من ذلك أنه كلما كانت المؤثرات البيئية السابقة الذكر عالية في وقت ما، كان معامل تحمل زيتا منخفضاً. أي أن الشخص الذي يكون تحت تأثير هذه المؤثرات البيئية يكون لدى جزيئات دمه ميلا كبيرا للتكتل على بعضها البعض. وبالتالي قابلية إصابته بالتوحد تكون أعلى.
المرحلة الثانية: مثير المرض (المسبب المباشر) من أكثر مثيرات التوحد شيوعا هي التطعيمات، بما تضعه من عبء ثقيل على الجسم. لذلك فإن الكثير يعتقدون أن التطعيمات هي سبب مرض التوحد. في حقيقة الأمر، التطعيم يكون فعلا مسببا للتوحد فقط لدى الشخص الذي لديه قابلية للإصابة بالمرض. أي لدى الشخص الذي يكون معامل تحمل زيتا في دمه منخفضاً.
الآن... ما الذي يحدث عند التعرض لمثير عند شخص قابل للإصابة بالتوحد؟ عندما يتعرض شخص قابل للإصابة بالتوحد لمثير (كالتطعيم مثلا) يكون جسمه غير قادر على تحمل الإجهاد الناتج عن المثير. وذلك بسبب انخفاض معامل زيتا في دمه. فتبدأ جزيئات الدم بالتكتل، مما يؤدي إلى حدوث العديد من الانسدادات في نهايات الشعيرات الدموية وذلك في جميع أنحاء الجسم. بطبيعة الحال، تحدث الانسدادات في نهايات الشعيرات الدموية الأصغر أولا ومن ثَمّ الأكبر. وبانسداد الكثير من نهايات الشعيرات الدموية يبدأ الأذى بالحدوث في أنسجة متعددة في كافة أنحاء الجسم. وهنا يكون الجسم قد دخل المرحلة الثانية من الإصابة بالتوحد. من الجدير بالذكر هنا، أن درجة انخفاض معامل تحمل زيتا، أي درجة قابلية الجسم للإصابة بالتوحد، بالإضافة إلى قوة المثير (المسبب المباشر للمرض) يحددان شدة التوحد لدى المصاب. هذا يفسر كون التطعيم الثلاثي (وكذلك إعطاء عدة تطعيمات معا) المتهم الرئيسي في الإصابة بهذا المرض المعقد. أحيانا يكون الضرر الحاصل قليل، مما لا يسبب أعراضاً واضحةً. إلا أن تعرض الجسم إلى مثير آخر (مثلا التطعيم التالي) وذلك قبل تمكن الجسم من التعافي من الضرر الحاصل بسبب المثير الأول، يؤدي ذلك إلى تراكم الضرر وبدء ظهور الأعراض.
المرحلة الثالثة: مرحلة الهجوم الجرثومي التلف الحاصل في المرحلة الثانية من الإصابة بالتوحد يطال الكثير من أجهزة الجسم، بما في ذلك جهاز المناعة. وفي غياب أداء طبيعي لجهاز المناعة، تنتهز أنواع عديدة من الجراثيم الفرصة وتبدأ بمهاجمة الجسم. وأثناء تواجد هذه الجراثيم في جسم المصاب، تقوم بانتاج الكثير من المواد الضرورية لها في معيشتها والتي يكون لها أثراً سمياً خطيراً على الأعصاب بشكل خاص. ومع زيادة كميات تلك المواد السامة في الجسم، تبدأ بالتأثير على الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ طبعا. قد تستغرق المرحلة الثالثة هذه بضعة أسابيع فقط.
المرحلة الرابعة: مرحلة الإجهاد المُستحكم تتراكم الاضطرابات في الجسم في هذه المرحلة مشكّلةً حالةً معقدةً وصعبة العلاج، حيث يكون الجسم في حالة إجهاد مُستحكم. ويمكن اعتبار الجسم في هذه المرحلة قد دخل حالة صدمة، وفي هذه الحالة يتم استنزاف كل مخزونات الجسم وكل إمكاناته في محاولاته للخروج من تلك الحالة المُستحكمة. وهنا يبدأ الجسم بالانحراف عن مسار نموه وتطوره الطبيعي. ولذلك فإننا كلما تأخرنا في البدء بالعلاج كلما زادت المشاكل تفاقماً وزاد تأخر الطفل المصاب عن أقرانه الأسوياء.
مبادئ العلاج: النموذج المقترح لمرض التوحد في هذا التقرير اعتمد على وجود سلسلة متوالية من الأحداث المتراكمة. وبالتالي فإن العلاج المبني على النموذج المقترح يجب أن يعمل على معالجة الأحداث المتوالية ولكن بترتيب الأولويات. التفكير السطحي في مرض التوحد وأعراضه قد يؤدي إلى محاولة معالجة مشاكل الدماغ أولا !! لكن حقيقة العلاج يجب أن تتبع أولويات مختلفة تماماً. فرحلة العلاج يجب أن تبدأ عند بداية المشكلة وليس عند نهايتها. بحيث تتوجه أولوياتنا في العلاج نحو أول المتضررين ثم التالي وهكذا.
عقبات في طريق العلاج: التعافي من التوحد يصطدم بالعديد من العقبات التي تحول دون الإسراع فيه والوصول بالجسم إلى الشفاء. هذه العقبات تتغير في مراحل العلاج المختلفة. ذلك أننا عندما نبدأ بعلاج نهدف به إلى تحسين أداء أحد أجهزة الجسم، فقد تبدأ بعض التحسنات بالظهور على المريض لفترة من الزمن ثم تتوقف تلك التحسنات. ذلك أن كل علاج موجه لترميم جهاز معين في الجسم قد يعوق تقدمه اضطراب حاصل في جهاز آخر من أجهزته الأخرى.
الآن، دعونا ننظر نظرة أقرب إلى نظامين رئيسيين في الجسم، بغرض فهمٍ أعمق لما يحدث في جسم المصاب بالتوحد. النظامين هما: نظام تصريف السموم ونظام الهضم.
مبادئ نظام تصريف السموم: يصنّف الجسم مادةً ما على أنها سامة إذا تدخلت تلك المادة في أداء عمليات الأيض، مانعةً إياها من الاكتمال بصورة صحيحة. وحتى يقوم الجسم بعملية تصريف السموم، يجب أن تكون المسارات التي يستخدمها نظام التصريف لدفع السموم خارج الجسم كلها مسارات سالكة. هذه المسارات هي عبارة عن طرق يدفع خلالها نظام التصريف السموم من أماكن تواجدها نحو خارج الجسم. جسم الإنسان بطبيعته يتكون من أنسجة متداخلة. أي أنسجة داخل أنسجة. - فالجلد يغلف كامل الجسم. - كما أن هناك غلافاً لكل عضو. - وكل خلية محاطة بغشاء. - وهكذا.... عندما تتراكم السموم في نسيج من أنسجة الجسم (طبقة من طبقاته) فإن نظام تصريف السموم يبدأ بدفع تلك السموم من طبقة إلى الطبقة التي تليها باتجاه خارج الجسم وفق مسار معين. وفي حال كان تصريف السموم في إحدى طبقات الجسم معطلا فإن السموم تبدأ بالتراكم في الطبقة الأدنى. هذا مع العلم أن عملية تصريف السموم تتعطل أيضا بفعل نقص المواد الغذائية اللازمة لهذه العملية الحيوية. بعض أنسجة الجسم تحتوي على مناطق خاصة تُستخدم كمخازن للسموم، وذلك بهدف تقليل الأثر السيء لتلك السموم وحماية الأنسجة الأكثر أهمية. مثال ذلك استخدام الجسم للدهون الزائدة (المسببة للسمنة) لتخزين السموم، وذلك لحماية الأنسجة الدهنية العصبية والتي هي طبعا أكثر أهمية. إلا أن زيادة كمية السموم بشكل يفوق قدرة مخازن السموم على التخزين يجعل تلك السموم تتسرب إلى أنسجة حيوية أخرى مثل الأعصاب، مسببة تدهورا في أدائها لوظائفها.
مشاكل الهضم المرافقة لمرض التوحد: يعتمد تعافي الجسم بشكل كبير على التغذية السليمة بالإضافة إلى اعتماده على تصريف السموم. فكلا الأمرين مهمين جدا للتعافي. فالخلايا الجائعة والمتواجدة في محيط سام لا يمكن أن تتعافى. عملية الهضم لا تعتبر عملية للحصول على الغذاء من المحيط الخارجي فحسب، بل تعتبر عملية تصنيف للمواد ما بين مواد غذائية ومواد سامة. يعتبر الكبد العضو الرئيسي في عملية تصريف السموم من الجسم. حيث تخرج أغلب السموم من الجسم عبر العصارة التي يفرزها الكبد. تلك العصارة التي تلعب دوراً هاماً أيضاً في عملية هضم الطعام. وبهذا يجتمع داخل الجهاز الهضمي الطعام وكذلك السموم. وهنا، أي داخل الجهاز الهضمي، يتم تصنيف الموجودات إلى طعام يتم امتصاصه وإلى سموم يتم طرحها عبر البراز.
عملية الهضم السليمة هي عملية متعددة المراحل: 1- المضغ يقطّع الطعام إلى قطع صغيرة ويخلطها بالمجموعة الأولى من الأنزيمات الهاضمة والمتواجدة في اللعاب. 2- يدخل الطعام إلى المعدة حيث يختلط داخلها بحمض المعدة (حمض الهيدروكلوريك). 3- ينتقل الطعام المخلوط بالحمض المعدي إلى الأمعاء الدقيقة. يقوم الكبد بإفراز عصارته بعد أن يستشعر مرور حمض المعدة المخلوط بالطعام، حيث تختلط تلك العصارة مع أنزيمات البنكرياس ومع الطعام القادم من المعدة. 4- الأمعاء الدقيقة تتواجد بها أعداد كبيرة من البكتيريا النافعة التي تساعد في تحويل الطعام إلى وحدات بسيطة قابلة للامتصاص. 5- تقوم الأمعاء بامتصاص ما فيها ونقله إلى دورة دموية محلية 6- تعود الدورة الدموية المحلية بأغلب الدم إلى الكبد مرة أخرى، الذي يقوم بدوره في تصنيف المواد المهمة لاستكمال عملية الهضم والمواد السامة التي تطرح مرة أخرى في الأمعاء. 7- في النهاية يتم داخل الأمعاء امتصاص كل ما هو مفيد للجسم. وكل ما تبقى في الأمعاء بدون امتصاص، بما في ذلك السموم، يتم طرحه على شكل براز.
لكن ما الذي يحصل في الجهاز الهضمي للمصابين بالتوحد؟ أجسام المصابين بالتوحد تكون تحت تأثير إجهاد كبير، وأيضاً - كما ذكرنا سابقاً - تحتوي على كميات عالية من السموم. والجسم في محاولته لتخفيف الإجهاد وكذلك التخلص من تلك السموم الخطيرة، فإنه يحتاج لعنصر الكلور المتواجد في الجسم إلى جانب العديد من العناصر الأخرى (مثل السيلينيوم والكبريت). وبما أن الكلور يدخل في تركيب حمض المعدة (حمض الهيدروكلوريك)، فإن استغلال هذا العنصر في عملية تصريف السموم وتخفيف الإجهاد يجعله غير متوفر بكميات كافية لعمل حاجة المعدة من حمضها الهام جدا في عملية الهضم. فالجسم بطبيعته يبدّي خطر تواجد السموم على خطر نقص التغذية.
لنتابع ما يحدث في الهضم على ضوء نقص حمض المعدة: 1- الاضطراب الأول في الهضم يحدث في المعدة التي تفشل في انتاج الكمية اللازمة من حمضها (حمض الهيدروكلوريك) الهام جدا في البدء بهضم البروتينات. وكذلك فإن حمض المعدة له دورأساسي جدا في قتل الجراثيم التي دخلت الجسم مع الطعام. 2- نقص حمض المعدة يمنع الكبد من إفراز عصارته لأنه لن يستشعر مرور الحمض القليل. وعصارة الكبد هي المسؤولة عن هضم الدهون. لذا لن يتم هضم الدهون بصورة طبيعية. كما أن الكبد عندما يفرز عصارته فهو يفرز أيضا السموم في محاولة لتصريفها من الجسم. 3- الطعام غير مكتمل الهضم يكون طعاماً مثالياً للجراثيم المختلفة المتواجدة في الأمعاء. والتي أيضا تكون كمياتها كبيرة لأن حمض المعدة القليل لم يتمكن من قتلها في المعدة. 4- الجراثيم تقوم بانتاج الكثير من المواد السامة التي تنخر جدار الأمعاء وفي النهاية تسبب له ضرراً بالغاً. 5- الأمعاء المتضررة تؤدي إلى تسرب كميات من السموم وكذلك الطعام غير مكتمل الهضم إلى مجرى الدم. 6- عندما يستشعر جهاز المناعة وجود مواد غير مرغوبة في الدم فإنه ينتج مضادات لتلك المواد. ومن هنا تنشأ حساسيات الطعام الكثيرة المتواجدة عند المصابين بالتوحد. 7- مع كل ما تم ذكره لن تكون حركة الأمعاء طبيعية، أي لن يكون تدفق الطعام عبر الجهاز الهضمي من الفم وحتى فتحة الخروج طبيعياً. والنتيجة دائما براز غريب الشكل وذو رائحة نتنة
| |
|