ما يجب أن تعرفه عن التخدير

ما الذي يجب أن تعرفه عن التخدير 1

تواجه بذلك الحكم: يجب أن تخضع لعملية جراحية! وتعرف أنك ستفقد الوعي وتستسلم بالكامل إلى أيدي الأطباء... ما الذي يجب أن تعرفه قبل أن تدخل غرفة العمليات؟؟؟ وما هو دورك في العملية؟؟؟
كما نعلم جميعاً، الجراحة إجراء جذري لحل حالة صحية معينة وهي عملية تسبب الرض الجسدي والنفسي، وهنا يتدخل التخدير ليقوم بما يلي: أولاً: فقدان الوعي، كي لا يعاني المريض من الرض النفسي لفتح جسده واستئصال ما يجب استئصاله أو إصلاح ما يجب إصلاحه
ثانياً: تسكين الألم الناجم عن الشق الجراحي والمداخلة على الأعضاء الداخلية
ثالثاً: المحافظة على دوران وتنفس المريض للمحافظة على سلامة أعضائه أثناء العمل الجراحي
رابعاً: تأمين ساحة عمل جراحي للطبيب كي يسبب أقل ما يمكن من الرض والنزف
وللقيام بذلك تستخدم مجموعة من الأدوية التي تتوفر على شكل سوائل تعطى وريدياً أو غازات تطبق بالاستنشاق. وقد تم تطوير هذه الأدوية على مر الزمن كي تسبب أقل ما يمكن من التأثيرات الجانبية على الجملة العصبية والدورانية والتنفسية للمريض وكي يتم التخلص منها بسرعة بعد الانتهاء من العمل الجراحي.
كثير من المعلومات المتداولة عن التخدير هي مجرد خرافات أصلا لا أساس لها من الصحة أو أنها أصبحت باطلة بسبب تطوير الأجهزة والأدوية المستخدمة في التخدير.
لا داعي للدخول في تفاصيل عملية التخدير لكن إليكم بعض النصائح التي يمكنها أن تجعل تجربة العمل الجراحي أقل رضاً:
· اطلب مقابلة طبيب التخدير قبل العمل الجراحي بشكل مؤكد. من المتعارف عليه أن طبيب التخدير يزور المريض قبل العمل الجراحي ويراجع ملفه الطبي ويطرح عليه بعض الأسئلة. لكن يفضل مقابلة طبيب التخدير قبل العمل الجراحي بيوم للتمكن من إجراء جميع الفحوصات المطلوبة
· أطلع طبيب التخدير على جميع مشاكلك الصحية مهما تظن أنها بسيطة ولا علاقة لها بالعملية والتخدير وجميع الأدوية التي تتناولها والمواد التي تتحسس منها والعمليات الجراحية السابقة وعملية الصحو بعدها وإن كان الأطباء قد أخبروك بأمر ما يتعلق بحالة صحية معينة تعاني منها والأمراض السارية في العائلة... هذا كله سيسهل على طبيب التخدير وضع خطة تخديرية مناسبة لوضعك أو قد يطلب منك بعد ذلك إجراء مزيداً من الفحوصات أو ما شابه
· أطلع طبيب التخدير على عاداتك من التدخين أو تناول الكحول لأن لهذا تأثير كبير على عملية التخدير، حيث ربما تعاني من بعض الصعوبات التنفسية عند الصحو من التخدير في حالة الإدمان على التدخين أو تحتاج إلى جرعات أكبر من المسكنات في حالة تناول الكثير من المشروبات الكحولية
· امتنع عن تناول الطعام والشراب قبل 12 ساعة من العمل الجراحي. وإن كان عليك تناول بعض الأدوية التي تتناولها بشكل يومي قبل العمل الجراحي بأقل من هذه المدة تناولها مع قدر بسيط من الماء وحسب. ويجب أن أركز على أنه يجب عدم التلاعب بالأمر، لأن عدم الصيام قد يشكل خطراً كبيراً قد يكون قاتلاً في بعض الأحيان في العمل الجراحي. أما في الحالات الإسعافية، فيفضل الانتظار لمدة حوالي 5-6 ساعات بعد تناول آخر وجبة إن لم تكن الحالة مهددة للحياة، وإن كانت كذلك يتم إجراء بعض الاحتياطات التي تقلل كثيراً نسبة حدوث الاستنشاق المميت، لكن ليس هناك داعي لهذا النوع من الخطورة في حالة العمليات التي تسمى "باردة" أي يتم التخطيط لها مسبقاً، لذا أؤكد مرة أخرى: التزم بالصيام المطلوب.
· اطلع طبيب التخدير على كل مخاوفك وكل ما سمعته عن التخدير كي يتمكن من تصحيح معلوماتك والتخفيف من توترك قبل العمل الجراحي لأنه أثبت علمياً أن المريض المسترخي يتطلب أدوية تخديرية أقل من المريض المتوتر للحصول على نفس النتائج
إجمالاً، كل معلومة تخفيها عن طبيب التخدير قد تسبب لك صعوبة ما في العمل الجراحي، وكل قلق يراودك بدون أن تفصح عنه قد يسبب حاجتك إلى جرعات أكبر من الأدوية. ويجب أن تعرف أن هذه المقابلة المطولة بالقدر الذي تحتاج إليه مع طبيب التخدير من حقك تماماً، فإن لم تؤمن لك اطلبها بإلحاح.. وبالمقابل عليك تنفيذ كل ما يوصيك به طبيب التخدير كي تعطي نفسك فرصة تخفيف رض العمل الجراحي قدر الإمكان

</BLOCKQUOTE>

[size=16]ما يجب أن تعرفه عن التخدير2
أريد أن أقدم فكرة عامة عما يجري ضمن غرفة العمليات ضمن الإطار نفسه من حيث السعي لإزالة الأوهام والأفكار المسبقة عن تلك الفترة التي يكون فيها المريض مستسلماً تماماً لأيدي الجراحين وأطباء التخدير
كما ذكرنا في القسم السابق مهمة التخدير هي تأمين غياب الوعي وتسكين الألم وما نسميه الإرخاء العضلي من أجل تخفيف مقاومة عضلات الجسم للشق التخديري وللمداخلة الجراحية بحيث يتمكن الجراح من إجراء العمل الجراحي بأقل رضوض ممكنة للجسم، وطبعاً الحفاظ على الحالة الدورانية والتنفسية بشكلها الطبيعي لدى المريض أثناء العمل الجراحي
غالباً ما يقوم طبيب التخدير، أو أحياناً الممرضة بإعطاء المريض إبرة تحضير في العضل تحتوي على جرعة خفيفة من المهدئ والمسكن لتهدئة المريض وتقليل كمية الأودية اللازمة لمباشرة التخدير. ويمكن إعطاء التحضير في غرفة العمليات وريدياً. حيث تطبق جرعة خفيفة من المهدئ والمسكن ويتم الانتظار لبضعة دقائق قبل المباشرة بالتخدير
ما إن يدخل المريض غرفة العمليات يوصل إلى أجهزة المراقبة التي تقيس نسبة الإشباع الأوكسجيني في دمه ونبضه بشكل مستمر إضافة إلى جهاز قياس ضغط آلي يقوم تلقائياً بقياس ضغط المريض خلال فترات زمنية معينة يقوم طبيب التخدير بضبطها حسب الضرورة المتعلقة بحالة المريض قبل العمل الجراحي ونوع العمل الجراحي إضافة إلى تخطيط قلب مستمر يساعد في تحديد أي نوع من اضطرابات النظم لدى المريض.
مما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه العلامات الحيوية تظهر على شاشة بأرقام واضحة وكبيرة وبإشارة صوتية تصدر مع النبض وتتغير نغمتها حسب الإشباع الأوكسجيني بحيث يتمكن طبيب التخدير من ملاحظة أدق تغيير فيهما فوراً حتى لو لم يكن ينظر إلى الشاشة. وهذه الأجهزة مضبوطة لتطلق إنذاراً إن حدث ارتفاع أو انخفاض في العلامات الحيوية المراقبة عن حد معين يضبطه طبيب التخدير. وهذا النوع من المراقبة يتم في جميع أنواع العمليات الجراحية مهما كانت بسيطة وحتى إن لم يكن لدى المريض أي شكوى أخرى غير سبب العمل الجراحي. وفي حالة العمليات الكبرى يتم تطبيق وسائل مراقبة أكثر دقة تقيس الضغط الشرياني بشكل مستمر عن طريق قثطرة شريانية والحالة القلبية وحالة السوائل في الجسم عن طريق الخط الوريدي المركزي
يتم تطبيق الأدوية التي تعطي هذه التأثيرات عن طريق الوريد وعن طريق الاستنشاق. حيث يبدأ طبيب التخدير بفتح خط وريدي لتزويد المريض بالسوائل وبالأدوية، أو من الممكن بداية التخدير بواسطة الاستنشاق وذلك بتطبيق قناع تمر عبره الغازات التخديرية مع الأوكسجين، لكن غالباً ما يتم إجراء هذه الطريقة لدى الأطفال لصعوبة السيطرة عليهم لوضع قثطرة وريدية لتطبيق الأدوية. ومن الممكن أن يعطى الطفل إبرة عضلية تحتوي على مادة منومة وهو لا يزال في غرفة التحضير مع والديه تجعله ينام قبل إدخاله إلى غرفة العمليات مما يجعل المباشرة التخديرية أسهل وأقل رضاً من الناحية النفسية للطفل
تحدث حالات نادرة حيث ينقص عمق تخدير المريض ويصبح قادراً على الشعور بما يحدث حوله وغالباً ما يتدارك طبيب التخدير الحالة بسرعة بسبب زيادة النبض أو الضغط لدى المريض التي تنبه الطبيب إلى صحو المريض فيزيد جرعة التخدير، وهذه الحالة بحد ذاتها ليست خطيرة لكنها قد تشكل رضاً نفسياً لدى المريض لأن ما يسمعه أو يعيه قد يختلف عن تصوره لما يحدث في غرفة العمليات. وأريد الإشارة هنا إلى أن تجربة الجراحة قد تعتبر حالة خاصة لدى المريض لكنها ليست كذلك بالنسبة إلى الطبيب الجراح فهي عمله اليومي ويقوم به بسلاسة قد تخيف المريض أو تعطيه الشعور بأن هناك استخفاف بما يجري
على أية حال، إن تذكر المريض بعد الصحو أنه مر بفترة صحو أثناء العمل الجراحي يفضل إطلاع طبيب التخدير على الأمر ومناقشة الأمر معه
[/size]

ما يجب أن تعرفه عن التخدير... القسم الأخير
نصل إلى الجزء الأخير من سلسلة ما يجب أن تعرفه عن التخدير حيث سنتحدث عن فترة الصحو وما بعد العمل الجراحي...
الصحو من التخدير يعني زوال تأثير أدوية التخدير بحيث يتمكن المريض من التنفس بسهولة مع عودة منعكساته كمنعكس البلع لحماية الطريق الهوائي، ولا يعني حرفياً عودة الوعي الكامل
عند التأكد من أن المريض يتنفس بشكل مجدي في غرفة العمليات يمكن إرسال المريض إلى غرفته.
يجب أن يكون المريض مسكناً جيداً ولا يشعر بألم شديد بعد العمل الجراحي لأن هذا يمكنه أن يسبب الرض للنسيج الذي تعرض للعمل الجراحي مما يؤخر شفاءه وأيضاً قد يسبب ارتفاع الضغط الشرياني لدى المريض
تنحل غازات التخدير في الشحوم وهذا يعني عملياً أنها تكون مخزونة في النسيج الشحمي للمريض وتتحرر ببطء بعد العمل الجراحي مما يؤدي إلى نوم المريض المتقطع بعد خروجه من العمليات. ولتدبير الأمر يستحسن أن يوضع المريض بوضعية نصف الجلوس إن كان وضعه يسمح بهذا ويوضع قناع أوكسجين لتحسين الأكسجة ولتسريع طرد الغازات التخديرية.
ما يجب توقعه بعد العمل الجراحي:
·إحساس بتخريش في البلعوم ربما يدوم ليومين ويزول مع الوقت
·جفاف في الفم نتيجة بعض الأدوية المعطاة
·غثيان أو إقياء بسبب الأدوية المستخدمة في التخدير
·نادراً آلام عضلية شديدة أشبه بالألم بعد التمرين القاسي، لا خطورة منها أبداً تستجيب للمسكنات العادية
يجب ألا يتناول المريض أي شيء عن طريق الفم حتى لو كانت العملية لا تمنع ذلك إلا بعد ساعتين على الأقل من الصحو من العمل الجراحي ثم يبدأ ببعض الماء بجرعات خفيفة، وينصح تناول كميات قليلة من الطعام في اليوم الأول للعمل الجراحي حتى لو كانت شهية المريض جيدة
يجب أن يعبر المريض عن شعوره بالألم بعد العمل الجراحي ليعطى أدوية مسكنة لكن يمكن أن يوازن الطبيب بين فوائد التسكين ومساوئ المسكنات بالنسبة إلى المريض ليصف الجرعة المناسبة والدواء المناسب للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة
يجب الانتباه إلى كمية البول التي يفرزها المريض بعد العمل الجراحي وخاصة بعد العمليات الكبرى ليتم التأكد أن كمية السوائل في جسمه كافية لتأمين دوران كافي للأعضاء وتجنب الدخول في حالة القصور الكلوي الحاد
من الضروري أن يسير المريض بعد ساعات من العمل الجراحي إن كانت حالته تسمح بذلك ولم يمنع الطبيب ذلك وإلا يجب تدليك ربلات الساق كي لا تحدث ركودة دموية في الساقين يمكن أن تؤدي إلى خثرة قد تسبب مشاكل رئوية، والسير يساعد أيضاً في تحسين حركية الأمعاء التي يمكن أن تصاب بالكسل وخاصة بعد عمليات البطن
قد يكون الصحو لدى المدخنين المدمنين أكثر إزعاجاً بسبب زيادة المفرزات القصبية التي تسبب السعال أو ضيق النفس وفي الحالات المتقدمة جداً قد يحتاج المريض إلى جهاز تنفس مساعد لبضعة ساعات أو أكثر
في العمليات الطويلة قد يحتاج المريض إلى بعض الوقت في العناية المشددة مع جهاز تنفس مساعد ليتم التخلص من كامل الجرعات التخديرية المعطاة التي يمكنها أن تتراكم وتحتاج إطراحها إلى وقت أطول
من الضروري التنويه إلى أن كل ما تحدثنا عنه في الأقسام الثلاثة المتعلقة بالتخدير هو خاص بمشاكل التخدير تحديداً وليس بمشاكل العمل الجراحي بحد ذاته لأن هذا المجال واسع جداً ولكل عمل جراحي مشاكله الخاصة التي يجب مناقشتها مع الطبيب الجراح وطبيب التخدير معاً
وأكرر ما ذكرته سابقاً عن ضرورة طرح جميع الأسئلة التي يفكر بها المريض ومناقشتها مع الطبيب الجراح وطبيب التخدير لجعل هذه التجربة أقل رضاً من الناحية الجسدية والنفسية مع تمنياتي لكم بدوام العافية

» طيور الكناري كل ماتريد أن تعرفه عنه